الاثنين، 29 نوفمبر 2021

السوسنة السوداء

 


عمان_وكالة التميّز الإخبارية_ضُحى محمد الدقامسة


تُعتبر هذهِ الزهرة نادرة جدًا نظرًا لقصر عمرها الموسمي.فهي تتبع وفرة مياه الأمطار، بعد الموسم المطري الشتوي تبدأ أزهار السوسن البري بالظهور في فصل الربيع.



ما هي نظرة المجتمع والشرع لقضايا القتل تحت ذريعة الشرف؟

 

عمان_وكالة التميّز الإخبارية_ضُحى محمد الدقامسة


الجرائم بحق المرأة تحت مُسمى "الشرف". اختلفت المسميات لهذهِ الجرائم، ولكن النتيجة واحدة، وهي ازهاق روح المرأة بلا رحمة، إذ أصبحنا في السنوات الأخيرة نسمع بهذهِ القضايا على أنها "غسلٌ للعار" كما تصفها بعضُ القبائل، ولكن حتمًا سندرك بأن هذا العار ما هو إلا بداخلِ عقولهم الشرسة، وأصبحت الأعداد لهذهِ الجرائم في تفاوت في السنوات الأخيرة، وبحسب الإحصائيات في موقع الوزارة الأردنية، سُجّلت تسع جرائم من هذا النوع في عام 1995، وست جرائم في 1998، وارتفع العدد في 2006 إلى 18، وفي 2007 إلى 17. فيما تقول إحصائيات معلنة أخرى إن 12 جريمة بذريعة الشرف سجلت عام 2014، وثمانية عام 2016. وبينما تقدّر منظمة هيومن رايتس ووتش المعدّل السنوي لهذه الجرائم في الأردن بين 12 و14 جريمة، ذكرت تقارير صحفية إن عددها في العام قبل الماضي (2019) بلغ 20 جريمة.

 

 

وأقرّ الدكتور يوسف الخطايبة (أستاذ علم الاجتماع المُشارك في جامعة البلقاء التطبيقية) بأن جرائم الشرف في الأردن شأن المجتمعات العربية بشكل عام. تقع هذهِ الجرائم بإتجاه المرأة من قِبل الرجل، وعادةً إمّا يكون من قِبل الأب أو الأخ أو أحد الأقارب من الدرجة الأولى ولكن يكون الأخير بأضعف الحالات. وهذهِ الجرائم ترتبط بظروف اجتماعية وعوامل ثقافية ودينية إلى حدٍ كبير، بحيث أنه عندما تقترف المرأة أي حالة من حالات الإنحراف السلوكي المتعلق بالأخلاق تدفع الأقرباء من الدرجة الأولى إلى ارتكاب الجريمة كعقاب على ما قامت بهِ من تصرف وخاصة التصرف المتعلق بالعلاقات الغير شرعية، والخيانة الزوجية، وخيانة عُرف العائلة.

 

 

وقالَ الخطايبة بأنّ العالم العربي والمجتمع الأردني بخاصة يسودُهُ ثقافة جامدة وقيم وأعراف وعادات وتقاليد تُحرّم على المرأة إقامة علاقات خارج حدود الإطار الأسري المُتعارف عليه، وهذهِ العلاقات الغير شرعية يعتبرها المجتمع بثقافتهِ وبدينهِ وقيَمهِ وأعرافهِ تجلب ما يُعرف "بالعوق الاجتماعي" وفي حال ثبتت فإنه يُمارس عليها أشد أنواع العقوبات. وارتبطت بالعالم العربي جرائم الشرف بالقيم الثقافية والعُرفية التي تؤكد على "العار وشرف العائلة" بحيث أنهُ من الممنوعات على المرأة قطعًا أن تُقيم علاقات خارج المألوف الاجتماعي والشرعي مع الأشخاص الآخرين، وإذ قامت بذلك فهذا مُرتبط بشرف العائلة وبالتالي فإنهُ يدفع للقيام بأعمال العنف ضدها. ولكن جرائم القتل بحق المرأة مهما كان الدافع لها فيجب مُحاربتها بكافة الطرق.

 

 

ولفتَ الخطايبة بأنّ المُجتمع عادةً ينقسم إلى عدة أقسام أغلبها قد يكون مع أن تُعاقب المرأة إذا قامت بأفعال مُخالفة للعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية المبنية على الثقافة الاجتماعية السائدة في المجتمع، الذي يُحرّم على المرأة القيام بأي تصرفات سلوكية مُنحرفة مع أشخاص آخرين وخاصّة فيما يتعلق بالمسألة الجنسية تحديدًا. لأنّ هذا الأمر تحديدًا يُعتبر من الأمور التي تجلب "العار" للعائلة وبالتالي الحل الوحيد الذي يكون بيد الأسرة وذويها بأن يتخلصوا من العار، بقتل المرأة إذا ثبت تورطها بمثل هذهِ الأمور. وقسم آخر من المُجتمع يُجرّم هذا الفعل ويعتبرهُ جرائم نكراء وبشعة لا تمت للإنسانية بأي صلة وإن كانت هُناك وقوعات وانحرافات، ولكن يجب أن يكون هُناك قوانين عادلة هي التي تتولّى مسألة أخذ الحقوق من المُرتكبين.

 

 

وصرحَ الخطايبة بأنّ أقوى عامل تؤمن به القبائل "لغسل العار" وهو القتل كما يعتقدون وأنهم يؤمنون بقدسية هذا العُرف وهو بالتأكيد مرتبط ارتباط وثيق بشعور الانسان وما بُنيَ عليهِ من عادات وتقاليد بحيث أنه هناك ما يُسمى "بثورة الدم" وقد تأتي بحالات قتل نتيجة لسماع شيء يُنافي الأعراف والعادات. وكما لفتَ الخطايبة بشأن العقوبات الناتجة عن هذهِ الأفعال بأنها كانت عقوبات مُخففة بحق الجاني بسبب الاعتبار بأنها ردة فعل ناتجة عن أمر مُخل بالأعراف والعادات والقيم المُجتمعية السائدة.

 

 

وندد المُحامي الشرعي في القطاع الخاص حسن الشرادقة بأنّ المفهوم العام "للقتل بداعي الشرف" هو ازهاق روح المجني عليها وعاده ما تكون أُنثى، وهي جريمة بشعة نكراء تدخل ضمن نطاق الأسرة سواء كان الفاعل الأخ أو الأب أو الزوج.  والهدف منها طمس فعل مذموم بحق العائلة والأسرة. أمّا من الناحية الشرعية، فلم يرد تعريف خاص لهذه الجريمة إلّا وأنّ المدلولات تشير الى أنّ هذا الفعل ماهو إلّا جلب العار بسلوك معين ومعيب يتم من خلاله الإضرار بالنفس ووقوعها بالحرام.

 

 

وأشارَ الشرادقة بأنّ نظرة الإسلام لهذا الفعل نطرة انسانية وأخلاقية قبل أن تكون عقوبة رادعة فقد نهى الإسلام عن قتل النفس لقوله تعالى: "ومن قتل نفسا بغير نفس فقد قتل الناس جميعا ومن أحياها فقد أحيا الناس جميعا"  والأصل قبل التفكير بالقتل لتلك النفس لا بدّ من الأخذ بالأسباب لأن مثل هذا الفعل يحتاج إلى بَينّة ووعي وشهادة أربعة شهود عدول موثوق بهم  أو الإقرار من قبل الطرفين أو طرف واحد لأن الأحكام الشرعية لا تُبنى على الشك والوهم.  والزنا لا يُقام حده حتى يثبت بالبينّة. لهذا السبب الأصل التروي قبل الفعل والشريعة الإسلامية سمحاء تعاطفت في مثل هذه الأفعال بالرغم من حرمتها، لا بل أنّ الله ستار يحب الستر فالأصل بالأفعال الستر وعدم كشف الحاجة.

 

وبينّ الشرادقة بأنّ أحكام الشرع كثيرة وقد تم تفصيلها بالقرآن الكريم والسنة النبوية والأصل الأخذ بالأسباب لقول رسول الله: "لا يزال المؤمن في فسحةٍ من دينهِ ما لم يصيب دمًا أو حرامًا" لا بل إنّ ازهاق الروح بذريعة الشرف أمرًا غير مستحب لأن الله تعالى قد نهى عن القتل وأمرَ بالستر لقولهِ تعالى "وإذا بليتم فاستتروا"  فالعبرة بالستر لا بالقتل. والسبب الرئيسي للقيام بهذا الفعل بحق الفتاة فهو طمس الفعل وهو "العار" الذي تم جلبه للأهل والأسرة كما يدّعون، لأن الشرف يُعتبر أمانة مادية وأخلاقية للفتاة والعائلة وأنّ الإستهانة بهذا الفعل يجعل من تفك الأسرة أمرًا غير مستحب.

ارتفاع حالات الطلاق في الأردن تؤدي إلى غالبية مشاكل المُجتمع

 

عمان_وكالة التميّز الإخبارية_ضُحى محمد الدقامسة


تُشكّل ظاهرة الطلاق مسألةً كبيرةً في المُجتمع، ولا بُدَّ من دراستها للوصولِ إلى الحُلولِ اللازمة للحدِ من هذهِ الظاهرة ومن انتشارها، فيُشكّل وقوع الطلاق بين الزوجين خطرًا كبيرًا على تفكُك الأسرة وضياع الأطفال، كما قلّت حالاتُ الإرتباط والإقبالِ على الزواج بسببِ الخوفِ منَ الإنفصال فيما بَعد، وباتَ التقليدُ الأعمى لدى الشاب والفتاة لأقرانهما وللذين يُشاركون حياتهم على مواقع التواصل الإجتماعي سببًا كبيرًا لحدوثِ هذهِ الظاهرة. ووفقاً للتقرير الإحصائي السنوي (2019) والصادر عن دائرة قاضي القضاة، بلغت حالات الطلاق التراكمي المسجلة في المحاكم الشرعية في الأردن عام (2019) بحدود 19241 حالة طلاق وبلغت عقود الزواج العادي والمكرر 67696 عقداً.

 

وأفادَ المُحامي قاسم الضامن (المُختص في المحاكم الشرعية الأردنية) بأنّ ظاهرة الطلاق تُشكّل خطرًا كبيرًا على استقرار الحياة الزوجية، وكما أنّ ظاهرة الطلاق لدى الشاب والفتاة أصبحَت عادة ويجب مُجاراتها والمُضي قُدمًا في طريقها، وأشارَ بأنّ ضعف الوازع الديني سبب رئيس في هدم الأسرة، وأن بعض الشباب لم ينضج فكريًا وإن نضج جسديًا،  وما زال يعيش كأنه مُراهق، وأحيانًا يتعامل البعض مع الطلاق بعدم مسؤولية وعدم إدراك للعواقب الوخيمة التي يُسببها الطلاق.

 

وأضافَ الضامن بأنّ الغضب أو سرعة الإنفعال يُعدانِ من أعظم الأسباب المؤدية إلى الطلاق، ولأن الغضب وسرعة الإنفعال يسدان باب الحوار والتفاهم بين الزوجين، وكذلك يؤديان إلى حدوث اضطراب في شخصية الأبناء مما يؤثر على حياتهم الزوجية في المستقبل، وقالَ أيضًا أنّ على كل من الزوجين كل فترة، أن يُجدد الإهتمام بالآخر ويقوم على استغلال كل مناسبة لإشعار الطرف الآخر بالإهتمام، ولكن على الزوج أن يُراعي فترات الطمث والحمل وما يرافقهُما من تغيُرات نفسية لدى الزوجة، وكذلك على الزوجة مراعاة الظروف التي يمر بها الزوج في العمل وما يمر به من مصاعب في تأمين متطلبات الحياة.

 

وأكَدَّ أستاذ علم الإجتماع المُشارك في جامعة البلقاء التطبيقية يوسف خطايبة بأنّ هناك أضرار تلحق بالمجتمع بناءًا على زيادة نسبة الطلاق، وهي تعكس حالة التفكك الإجتماعي وتؤثر على سلوكيات كثير من الأفراد، فيما يتعلق بالمطلقات مثلًا: يسود المجتمع نظرة سلبية بالمطلقات وخاصة أنها تصبح المرأة المُطلقة تعيش في حالة من العزلة الإجتماعية إلى حدٍ ما والبعض منهُنّ تقل لها نسبة الفرص بالزواج الثاني، وهذا لا ينطبق على الجميع بالتأكيد.

 

ولفتَ الخطايبة أيضًا بأنّ هناك أعباء اقتصادية بالتأكيد، وهي غير محايدة وموضوعية وفق ما نصت علية قوانين الأحوال الشخصية من حيث أنهُ يترتب مهور وفق ما يخضع للعادات والأعراف الإجتماعية. وعادةً ما يتم ترتيب مبالغ عالية كمهر للزواج وعند الإنفصال فإنّ القانون يطالب الزوج بدفع هذا المهر للمرأة مما يُلحق الضرر اقتصاديا بالرجل، خاصةً بظل ازدياد الفقر وتدني الدخل المادي للشريحة الأكبر في المجتمع. ونددّ الخطايبة بأنّ تزايد نسبة الطلاق التي وصلت في الأردن إلى ما يزيد عن (28.6%) وهذا يعكس خطر يُداهم الأسرة الأردنية ويُنذر إلى حدوث تفككها.

 

وأشارَ الدكتور يوسف الخطايبة بأنّ تزايد الطلاق في المجتمع يعود إلى أسباب ومنها عدم التكافؤ بين الطرفين، وتدخُل الأهل بشؤون الحياة الزوجية، وربما لسوء إدارة من أحد أطراف العلاقة الزوجية، وتزايُد الإنفتاح غير المسبوق في المُجتمع، وأضاف بأنّ الطلاق في حال وجود أبناء له تأثيراته المُباشرة وغير المُباشرة على الأبناء بحيث أنهُ يتم حرمانهم من حنان الأبوة أو الأمومة وهذا ما يخلق حالات من الشعور السلبي لدى الأبناء بالذات خلال فترات النمو؛ وأبناء الأسر المُفككة بالطلاق لا تقتصر مُعاناتهم على الحرمان من الإحتواء العائلي وإنما تتعدى مُعاناتهم إلى النقص المادي والنفسي والإجتماعي.

 

ولفتَ الدكتور حسن الصباريني مسؤول الإرشاد الطلابي ورئيس قسم الإرشاد في عمادة شؤون الطلبة (جامعة اليرموك)، بأنهُ من الصعب حصر أسباب الطلاق لكن دائما يجب المعرفة أنهُ من حالة إلى حالة ومن منزل إلى آخر الأمر يختلف، ويوجد تفاصيل عديدة جدًا ولا تُحدد الأسباب إلا عند الإستماع إلى الطرفين. ولكن بالوقت الحالي هناك أسباب عديدة جدًا السبب الأول: سوء الإختيار من قِبل أحد الأطراف والتعجُّل في اتمام عقد الزواج أمّا بالنسبة للسبب الثاني: عدم وجود الوضوح في العلاقة أثناء فترة الخطبة إذ يتم إخفاء معلومات عديدة جدًا تُكتشف لاحقًا.

 

وقالَ الصباريني بأنّ التركيز دائمًا يكون على الشكليات. أمّا التركيز على الجوهر أو الاتفاق المستقبلي على الحياة للأسف لا يكون موجود، وهناك أسباب أيضا كثيرة مثل تدخل الأهل، وعدم استقلالية العامل الاقتصادي أيضا له دور، مثلًا خلال جائحة كورونا المشااكل الزوجية زادت وحالات الطلاق أيضا والسبب طبعًا العامل الاقتصادي، لأنه أصبح لديهم عجز وأدى ذلك إلى المشاكل بما أنّ مُتطلبات الحياة كبيرة.

 

ولفتت الدكتورة ناديا حياصات، أستاذ مُساعد قسم علم الإجتماع والخدمة الإجتماعية في جامعة اليرموك، بأن عمل الموظف يتأثر بحصول الطلاق، لأن المشاكل الإجتماعية والنفسية تنعكس على آداء الموظف، فتؤثر سلبًا على آدائه لعمله وعدم قدرته على التركيز في الأعمال الموكلة إليه على أكمل وجه، والشعور بعدم وجود دافعية وحماس للعمل نتيجة المشاكل التي يعاني منها والتصدع الأسري الذي يمر به، والشعور بالغضب والخذلان بسبب الإنفصال أو الطلاق الذي حدث معه، والشعور بخيبة الأمل وترافقها التردد في اتخاذ القرارات لأن الحياة الأسرية قد تؤثر على اكماله لمسار عمله.

 

وقالت حياصات بأنّ أضرار الطلاق تنعكس على الفرد والأسرة  والمجتمع وينعكس الأثر السلبي الأشد عمقاً على المرأة والأطفال، لأن الأطفال الفترة العمرية لديهم (3-6) سنوات تُعتبر فترة حساسة من عمرهم، وتبدأ تتبلور مكونات شخصيتهم الإجتماعية والنفسية وفي هذا السن يتأثر بالمحيط الذي يعيش فيه ويزداد تعلقه بوالديه لأنهم محور التأثير الأكبر في حياته وفي وجود انفصال بين الزوجين سينعكس هذا عليه بعدم وجود أحد الطرفين في حياته وبالتالي لن تكتمل لديه الحياة الأسرية التربوية الطبيعية.

ما هي الآثار الناتجة عن التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة؟

 

عمان_وكالة التميّز الإخبارية_ضُحى محمد الدقامسة


التكنولوجيا التي جعلت من هذا العالم الواسع قرية صغيرة مُترابطة في الوصال ومُتقاربة في البذل والعطاء، إذ اختصرت علينا الوقت والجهد والزمان والمكان؛ ومع كل هذه الإمتيازات التي امدتنا بها التكنولوجيا بإختلاف أنواعها إلّا أنّ سوء استخدامها والتواكل في التعامل معها جعل الكثير منّا يتأثر في سلبياتها، وخير مثال على ذلك تكنولوجيا الإتصالات والإدمان على الإلكترونيات والهواتف النقالّة. وظهرَ نتيجة ذلك الأمراض النفسية والجسدية وكثرة المشاكل الإجتماعية؛ مثل ازدياد نسبة الطلاق والخلافات الزوجية وقلة التواصل الإجتماعي بين الأسرة الواحدة. وفي الوقت ذاته، تشير تقارير بعض المجموعات مثل مجموعة ماكينزي إلى أن 800 مليون شخص قد يفقدون وظائفهم بسبب التشغيل الآلي بحلول عام 2030، أي أنّ النسبة الغالبة من جميع الموظفين يشعرون بالقلق من ألا يكون لديهم التدريب الضروري أو المهارات اللازمة للحصول على عمل جيد الأجر.

 

فيما يلي النص الكامل للمُقابلة:

 

 

قالت الدكتورة ناديا حياصات (أستاذ مُساعد قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة اليرموك) بأنّ كثرة استخدام تكنولوجيا الإتصالات من الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي والفيسبوك والتوتير وغيرها من قبل الزوجين جعل الفتور والشك والرهبة تدخل أعقاب بيوتهم وتدمّر خيوط المحبة التي نسجوها عبر سنوات زواجهم. وخاصة عندما يصل الأمر للإدمان على هذه الوسائل الإلكترونية، وتصبح لديهم مشكلة بعدم القُدرة على ترك هذه الأجهزة والجلوس عليها لساعات طويلة واهمال واجباتهم الأسرية، وهذا بدوره زادَ من نسب الطلاق والعنف والمشاكل الأسرية داخل العائلة.

 

وأشارت حياصات أنهُ ومع انتشار أعباء التكنولوجيا الإتصالية على الأسرة، تأثّر الأطفال بهذهِ التكنولوجيا ليزداد اعتمادهم عليها في مختلف مناحي حياتهم. إذ اصبحوا يعتمدون عليها في الأمور العِلمية والعَملية والترفيهية وقضاء أوقا ت طويلة في استخدام الهواتف النقّالة وهم يبحثون عن أنفسهم وعن شخصياتهم بعيدًا عن عائلاتهم وعن التفاعل مع الآخرين؛ ويتجاهلون بذلك الأنشطة البدنية والتفاعُل الاجتماعي مع الآخرين، ويتركوا أنفسهم أمام شاشة إلكترونية كل الوقت. ويتحملون الأضرار النفسية والجسدية والاجتماعية نتيجة تواجدهم المتواصل مع أجهزتهم دون الإختلاط مع الآخرين. ويصبح هذا الجهاز الصغير هو الموجّه والمُربي مكانَ  الأسرة.


وبينّت الدكتورة ناديا حياصات بأنّ الطفل يتبلور لديه اعتقاد راسخ بأنّ هذا الجهاز الذي بينَ يديه هو صديقه الذي يُعرفّه على كل شيء ويُعطيهِ كلَّ المعلومات التي يُريدها دون عناء؛ وبالتالي فإنهُم يرونَ أنهُ لا داعي للأم والأب والعائلة. وبالتالي يدخل الطفل في دائرة النوموفوبيا وهي ظاهرة الإدمان الإلكتروني والخوف من فقدان جهازه الذي يعتبره المُلهم له والخوف الكبير من عدم استخدامه خلال يومهِ. ولعلّ الجدير بالذكر أنّ التكنولوجيا أثرت في سلوك الأفراد بإختلاف أعمارهم لأنها وفرت لهم الوقت والجهد والعناء في الحصول على المعلومة والوصول إلى الأشياء والأماكن؛ وبذلك ازداد عند الأفراد التواكل والكسل في بعض الأحيان، وأصبح الأمر لا يُكلف الشخص إلّا الضغط على زر واحد فقط  للحصول على الأشياء التي يريدها والوصول إلى المكان الذي يرغب به.

 

وقالت حياصات بأنهُ مهما اختلفت آراء الكثير حول سلبيات وإيجابيات التكنولوجيا لا بُدّ من الوصول إلى قرار راسخ بأنّ التكنولوجيا سلاح ذو حدين في كثير من مجالاتها إذا تمّ استخدامها في الشكل والوقت المناسب سوف ينعكس ذلك بفوائد جمّة على الفرد والمجتمع وإذا تم استخدامها بطريقة خاطئة ودون تدبير سوف تنعكس سلبًا على الفرد والمجتمع.

 

ونوهّت حياصات بأنّ فوائد التكنولوجيا تظهر جليًا في العديد من المجالات؛ منها الاقتصادية في التصنيع والتسويق والإنتاج والمجالات الطبية وتطوّر الأجهزة الطبية والمعدات والآلات وتخفيف العناء على المرضى في العديد من الأمراض وفي مجالات الإتصال لها دور ريادي في اختصار الوقت والزمان والجهد واتساع الوعي والمعرفة وانتشار الثقافات الأخرى؛ لذا يبقى الفرد هو صاحب القرار.


ونهايةً فالإنسان الواعي هو القادر على مواكبة هذا التقدم الهائل في التكنولوجيا والدخول في مضمار العولمة دون أن ينعكس سلبًا على اتجاههِ أو سلوكهِ.

نهاية نوفل..بقوة اصرارها تمهّد طريقَ الآخرين بالقوةِ والأمل


عمان_وكالة التميّز الإخبارية_ضُحى محمد الدقامسة



 من الإعاقة اتخذت قوة، ورسمت ابتسامتها لتحارب الحياة بكلِ عزمٍ واصرار، سارت على سلم النجاح حتى باتت مثالًا يُحتذى به، ومن المصاعب والتحديات رسمت طريقًا مُكللًا بالنجاح؛ الشابة نهاية نوفل ذات الإثنتان وعشرونَ عامًا، من مدينة الرصيفة، بدأت قصتها منذ ولادتها، فقد ولدت وهي تُعاني من تشوهات خَلقية؛ إلّا أنها قامت على مواجهتها بالإبتسامة؛ رفعت نهاية شعار "لا حياةَ مع اليأس ولا يأس مع الحياة" فكانت قدوةً لغيرها.

 

قالت نهاية نوفل أنها محبوبة جدًا لدى الكثيرين، فقد كوّنت صداقات من مختلف فئات المُجتمع ومن مُختلف الأعمار، لِما كانت تؤثّر بهم إيجابًا وتدفعهم نحو الأملِ والتفاؤل؛ فقد كانت روح المثابرة تُسيطر عليها مُنذ صغرها، ولكن واجهت الصعوبات بكافة أشكالها، فقد عانت عند ارتيادها للمدرسة من نظرة المدرسات لها على أنها تختلف عن قريناتها، مما دفعهن لعدم المساواة بينهن، ولم يكن الأمر بتلك السهولة عليها.

 

وأضافت نهاية بأنها استطاعت تخطي نظرة المُجتمع السلبية من خلال دعم والديها لها على الدوام، فقد كانوا المُحرّك الأساسي الذي يدفعُها نحو الأمام، ولولا هذا الدعم لَما كانَ لها القوة على تحمُل الصعاب والقدرة على اجتيازها وتحقيق ما هي عليهِ الآن، بالإضافة إلى تصالحها مع نفسها الذي زادَ من ثقتها، وجعلها شخصية مستقلة بذاتها وغير منشغلة برأي الآخرين، وهدفها أن تصبح رمزًا للقوة والإصرار وتحقيق ما تطمح إليه.


بدأت نهاية نوفل مسيرتها التعليمية داخل المدارس الحكومية كأي طفل طبيعي لا يُعاني من أي شيء، ولم تلتحق بأي مدرسة للأشخاص ذوي الإعاقة، ومن هُنا كانت لديها فكرة تعمل على ايصالها للمجتمع ككُل؛ أنّ الإعاقة هي " إعاقة التفكير وليست الإعاقة الخَلقية أو الجسدية"؛ عندما أصبح عُمرها (12 عامًا) تعرضت لظروف صحيّة تركت أثرًا على حركتها مما جعلها غير قادرة على المشي، الأمر الذي كان لنهاية كضربةٍ قاضية، إذ لم يكن السبب معروفًا لديها ولدى الأطباء؛ ولكنها تحدت وعاندت تلك الظروف للوصولِ إلى مُرادها؛ بالرغم من تعرضها للإحراج والتنمر.

 

وأشارت نوفل أنه أثناء تواجدها على مقاعد الدراسة تعرضت لوعكةٍ صحية مما اضطرها للخضوع لعملية القلب المفتوح، وكانت النتيجة بتوقفها عن دراستها لمُدة عامين متتاليين؛ ولكن اصرارها قادها إلى تحمّل كل تلك الصعاب لتثبت قوتها للمجتمع، وعند عودتها للمدرسة فقد تم رفضها بسبب اعاقتها ما حرمها من استكمال دراستها، إلّا أنها لم تتوقف عند تلك العقَبة، وتكللت خطواتها بالنجاح ودخولها "الفرع العلمي" لكن لصعوبة حركتها لم تتمكن من الإلتحاق بالجامعة لعدم توفر الإمكانيات التي تساعدها على سهولة الحركة.

 

أشارت نهاية بأنها من الأشخاص ذوي الهمم العالية، بدأت كاتبة ومُشاركة بعدة كُتب مختلفة، ومنها ( إلى أمي، ما تدونهُ أفكارنا، الصديق المفضل، العشق، الفُراق، شغف الحياة، مُهرتي) وكُل مشاركاتها كانت تعكس نظرتها للحياة من خلال لمساتها التي تُضيفها لتلك النصوص، ومن ثمّ مُدربة دولية بالتنمية البشرية، وناشطة اجتماعية، وامتلكت العديد من الدورات في عِدة مجالات ومنها، خبرة في برنامج اكسل، شهادة في الكتابة، شهادة في الدعم النفسي، شهادة في التفكير الإيجابي، بالإضافة إلى أنها مؤسسة مبادرة بصمة أمل في عالم مظلم، وعضو في حقوق ذوي الهمم، وعضو في محبرة حواء الأردن.

 

وها هي نهاية نوفل تواجه المجتمع بأكمله بقوة اصرارها وعزيمتها اللامتنهاية، وتحقيق أهدافها وتطلعاتها، وسعيها للوصول إلى أعلى القمم، وصعودها سلم النجاح من المصاعب والتحديات التي وقفت عائقًا أمامها بأحد الأيام، وكانت نهاية حديثها " لا تقل أنّي معاق، مُد لي كف الأخوة ستراني في السباق أعبُر الشوط بقوّة".

سيدي "الحُسين"

 عمان_وكالة التميّز الإخبارية_ضُحى محمد الدقامسة



"يا ابنَ الهواشمِ من قريشٍ أسلفوا"

"يا ابنَ الذينَ تنزلّت بيوتهم سورَ الكتاب، ورتلت ترتيلًا"

يا شامخًا في عقولنا، ويا آسرًا لقلوبنا، يا من أصبحتَ قدوةً للكثيرينَ الكثيرين.

يُصادفُ الرابع عشر من شهر تشرين الثاني من كل عام الذكرى السنوية لميلاد قائد البلاد المغفور لهُ جلالة الملك الحُسين بن طلال "طيّب الله ثراه"، القائد المغوار، باني نهضة الأردن، والأب الحامي، ودرعُ الوطن، فهو من أطلقَ عبارة "الإنسان أغلى ما نملك" والكثير الكثير من الكلمات المؤثرة التي خرجت من لسانٍ يقدّرُ قيمة شعبهِ... كلمات لن ننساها فهي كالأوسمةِ على صدورنا، وكالضوءِ في طريقنا.

 

فالكلامُ عنكَ يا سيدي، ليسَ بأيّ كلام فأنتَ الباني والحامي والحاني، والرجل المغوار بكلامك الفذ وصوتك العذب ونظرتكَ الثاقبة، أنتَ القريبُ والحبيبُ من شعبك.

 

وبذكرى ميلادك نقفُ لنستعيدَ كُلَّ إنجازاتك وكُلَّ الأحداث التي قادت بنا إلى القمم، فأنتَ من تركَ بنا الأمل ومن جعلَ العالم بأسرهِ يؤمن بقدرات شعبهِ وتطلعاتهم... رحمَ الله الحسين بن طلال، وآدامَ عزَّ قائد البلاد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وحفظَ الوطن شعبًا وأرضًا.






عمان_وكالة التميّز الإخبارية_ضُحى محمد الدقامسة